منطقة بيع الصابون والمنطقة الخضراء!
منطقة بيع الصابون والمنطقة الخضراء!
خيره ماقل ودل –23 الجمعة 12 فبراير / شباط 2021 د. أسامة حيدر
بعيدا عن التحسس من اسم المكان و سلبياته وايجابياته لكنه ظل واقعا ضمن ذاكرة التراث البغدادي. سياسيون محليون واجانب من رواد المكان , واهم زائر كان عضو الحزب الجمهوري , بمنصب نائب رئيس جمهورية الولايات المتحدة الامريكية عام 1942 (ويندل ويلكي). وهو مؤلف كتاب "عالم واحد" حيث كانت الكلجية من المعالم , التي تم ذكرها في كتابه لعدم وجود مؤسسة رسمية مشابهة لها في الولايات الامريكية. كما سبق له ان تجول في ازقتها وتحدث مع السماسرة والبغايا. ودخل بيوتهم وزار درابينها ومقاهيها وشرب الشاي فيها. واعجب بعالمها والتي اصبحت زيارته ضمن ذاكرة العراقيين لطرافتها. ولمزيد من التعرف على جغرافبة المكان, الذي يقع امام اهم وزارة سيادية ومنضبطة وهي وزارة الدفاع., وبجانبها كببجي الزعيم وضيوفه. اختلاف الامكنة واضحة في الميدان. تعددت الاراء عن اصل تسميتها فكان الراي الاصح كما اكده العلامة المرحوم مصطفى جواد بان المكان هو نفسه , الذي كان يقف عليه السفاح المغولي اليعد الرؤوس , التي يقطعها جنده من اجساد المسلمين العراقيين فيها. والراي الاخر هو ان هذه المحلة الشعبية نسب اسمها لمخازن لبيع الصابون فسميت بالصابونجية, او الكلجية نسبه الى الراي الاخر الذي يقول انها كانت, مكانا لبيع الباچة بعد قص رؤوس الغنم والبقر.(وهي كلمة مركبة من كلّ بمعنى راس وكلمة جيه بمعنى مكان اي مكان الرؤوس, وجمعت الرؤوس على شكل هرم فسميت بالكلجية) . هذه المحلة التراثية البغدادية , اصبحت مكانا معروفا, للدعارة والحشيشة والشقاوات والسماسرة ,لتكون منطقة الميدان الاسم المستور والاشرف مما يسمونه بالصابونجية او الكلچية . كان مكانا رسميا و باشراف صحي وحراسة شرطيان من وزارة الداخلية. في عام 1938 فاض نهر دجلة بعد ان انكسرت سدة ناظم باشا . تم تجنيد الناس للعمل سخرة لتفادي غرق بغداد. قامت الداخلية بجمع كل الموجودين في الكلچية, من البغايا والسماسرة ومن كان من الزبائن كرفوهم كرفة وحدة , وذهبوا بسيارة الشرطة طوعا لأداء واجباتهم , وهي حمل اكياس الرمل على ظهورهم في فتحة الكسرة طيلة الليل, واستمروا طيلة الليل, ولحد اذان صلاة الفجر. ثم عاد الجميع بسيارة الشرطة الى مكانهم وتم توزيعهم كلٌ الى بيته. ثم بعث امين العاصمة رسالة شكر وتقدير وثناء على النخوة والشهامة. لكل البغايا وسماسرتهن وزبائنهن من الذين, ساهموا بالعمل الشعبي لدرء كارثة غرق بغداد العاصمة. المنطقة الاولى بها بيع وشراء وبالتراضي شرُها ومُتعتها فردية ومحدودة المكان أعجب وكتب عنها نائب الرئيس الامريكي انذاك. المنطقة الثانية وهي الخضراء البيع والشراء فيها للاوطان وللاديان متعتها خيانة وقتل ابرياء. ماذا سيكتب السفير الاميركي عنها, بصفته داود اللمبچي في العملية السياسية؟ اقول: ان لم يستحُ منا فلمّ نستحي منهم؟؟ 12-2-2021